JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->

قصة ثورة تيغراي يحكيها نصب تذكاري

 

أول ما يلفت انتباه الزائر لمدينة مقلي عاصمة إقليم تيغراي والتي تقع (780 كم شمال العاصمة أديس آبابا) هو نصب تذكاري لـ "شهداء ثورة تيغراي" التي كانت في طليعة الجبهات الثورية ضد الحكم العسكري بقيادة منغستو هايلي ماريام (1974 ـ 1991).

و جبهة تحرير شعب تيغراي حاليا هي أحد أحزاب الائتلاف الحاكم في إثيوبيا منذ عام 1991، إلى جانب أحزاب "أمهرا الديمقراطي"، و"الحركة الديمقراطية لشعوب جنوب إثيوبيا"، وحزب "الأورومو الديمقراطي".

يقع إقليم تجراي شمالي إثيوبيا وهو أحد أقاليمها الاتحادية التسعة كنتاج طبيعي للدستور الذي أنجز بعد وصول الجبهات الثورية إلى الحكم في مايو / أيار 1991، وانتهاء حقبة هايلي ماريام.

نضال مستمر

مدينة مقلي تقع على ارتفاع 2254 مترا فوق مستوى سطح البحر، وهي المحور الاقتصادي والثقافي والسياسي لشمالي إثيوبيا.

في وسط المدينة يوجد النصب التذكاري لثورة تيغراي وهو أحد أهم المزارات في الإقليم.

ويشهد النصب على ثورة انطلقت مطلع 1975، وتوجت بالنصر في 1991، مع بقية الجبهات الثورية، ما تمخض عنه الائتلاف الحاكم حاليا.


وإقليم تيغراي تحده من الشمال إريتريا، ومن الغرب السودان، ومن الشرق إقليم عفار، ومن الجنوب إقليم أمهرا.


يختصر النصب التذكاري التجربة الثورية لشعب تيغراي بانتصاراتها وانكساراتها حتى وصولها إلى الحكم في أديس آبابا.

بالطبع لا أحد يحب الحرب، فهي مصدر الموت والدمار والفشل، ليكون لذكرياتها متحف وسط إحدى أهم عواصم الأقاليم الإثيوبية، لكنه يوثق لتجربة ثورة امتدت 17 عاماً.

أن النصب التذكاري الذي يحتوي على المتحف يشكل نافذة تراثية للإقليم، لما يحمله من تعبير عن ثورة أنجزت الحرية والسلام لشعب تيغراي خاصة، وللشعوب الإثيوبية عامة.

بدأ العمل في بنايته في عام 1992، واكتمل في 2005، ويبلغ ارتفاعه 51 مترا. في البداية كان ارتفاعه 17 مترا كرمزية لعمر الثورة، لكن تم تعديل الارتفاع إلى 51 مترا، كإشارة على أن النضال ما زال مستمرا، لكن ضد الفقر والجهل.

 يحتوي المبنى على قاعات ومكاتب إدارية للثقافة والتراث، فضلا عن متحف متكامل يحكي قصة ثورة تلاحم معها الشعب.


وشُيد النصب في منطقة "عدي ـ هاكي" تخليدا لذكرى 60 ألف "شهيد" قدمتهم ثورة تيغراي من أجل الحرية، وأكثر من 100 ألف شاب فقدوا أجزاء من أجسادهم.

ان الارتفاع التدريجي وانحناء المبنى يشير إلى وجود رابطة قوية ووحدة، وهو أيضا شعار الحزب الذي يجمع كل شعب تيغراي.

ان الهيكل العام للنصب التذكاري يعكس قصة شعب تيغراي ونضاله، وأن ثورته المسلحة كانت بسبب الاضطهاد والإبادة الجماعية التي عاناها.


ومقلي هي ثالث أكبر مدينة إثيوبية بعد أديس آبابا ومدينة بحر دار لكنها خطفت الأضواء لدورها الثوري في الكفاح المسلح ضد نظام حكم هايلي ماريام.

إن إقليم تجراي يتميز بوجود أهم المناطق التاريخية للديانتين الإسلامية والمسيحية في إثيوبيا، ومنها قرية النجاشي ومسجدها العتيق، وهو أول مسجد في إفريقيا.

كما يوجد في الإقليم مسلة أكسوم، وهي أهم معالم الديانة المسيحية في إثيوبيا، فضلا عما يزخر به من معالم أثرية أخرى، كإحدى الحضارات الإثيوبية القديمة.



توثيق للثورة

تعبر الركائز الأربع في قاعدة النصب التذكاري عن التعاون ومشاركة الطبقات المختلفة المضطهدة خلال مسيرة النضال من أجل مصلحة شعبهم، ويعد المتحف من أبرز مكوناته.

يتكون المتحف من طابقين و يضم معلومات عن اندلاع ثورة تيغراي وتلاحم الشعب معها، ومخطوطات تسجل الاجتماعات السرية لتكوين هيكل الثورة.

وتوجد في المتحف مقتنيات من زمن الثورة، منها: أسلحة وأجهزة اتصال، إذ لم يترك المتحف جانبا من جوانب الثورة إلا ووثقها بكل تفاصيلها.




ويضم المتحف معلومات عن كيفية إعداد الثوار لطعامهم، والتثقيف السياسي والصحي وملابس الثوار وأحذيتهم، وهي كانت تصنع من البلاستيك في مصانع الثورة.

عدد زوار المتحف يراوح يوميا بين 200 و250 شخصا، أغلبهم من داخل إثيوبيا.

ويعبر المتحف بصورة واضحة عن شعار ثورة تيغراي الذي كانت تردده الجماهير طوال 17 عاما، وهي:

 "ثورة شعب.. إرادة أمة"

NameEmailMessage